قال يوسف الشيخي، رئيس تجمع المعلنين المغاربة، إن التطورات الرقمية أحدثت تحولا كبيرا في الحياة العامة وطرق الاستهلاك والتواصل بشكل عام، وفي تفاعل شركات الإعلانات مع زبائنها وشركائها.
وأضاف بنشيخي، في معرض كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية الرقمية، يوم الخميس 2 مارس بالدار البيضاء، أن المعلنين والعلامات التجارية الدولية الكبرى، أصبحت تخصص 60% من ميزانياتها للإعلانات الرقمية، مقابل 10 إلى 30% في إفريقيا، وما يقارب 30% في المغرب.
واعتبر الشيخي أن الأمر يتعلق بتطور كبير، لأن القطاع الرقمي انتقل إلى مستوى منافسة التلفزيون، مؤكدا أن أنه سيتجاوز جميع الوسائط الأخرى ولاشك.
واستعرض المتحدث الدراسة التي أنجزها تجمع المعلنين المغاربة، والتي كشفت أن 100% من المعلنين الآن لديهم تواصل رقمي، بعد أن كانت النسبة فقط في حدود 90% سنة 2018، موردا أن الهدف من القمة الإفريقية الرقمية الخامسة "هو تشارك آخر المستجدات من أجل تطوير المهنة والقطاع معاً".
وكشف الشيخي أن القمة التي انطلقت سنة 2014، على مستوىً محلي، سرعانَ ما تحوت إلى قمة إفريقية بأبعاد دولية، وأنها في هذه النسخة تشهد مشاركة 2600 شخص، من 23 دولة، إضافة إلى 64 متدخلا في جلسات القمة.
كما شدد على أن تطور المهنة رهين بالمجهود الذي سيتم بذله الآن من أجل التعاون وتبادل المعارف والعمل سويا لتحقيق تطور جماعي.
يذكر أن هذه الدورة تشهد أيضا إحداث "الحديقة الرقمية"، كمشتل للأفكار والابتكارات المغربية والإفريقية، بهدف إضافة بعد تكنولوجي إلى مكونات القمة الإفريقية الرقمية، وهو فضاء يتوخى إبراز الشركات التكنولوجية الناشئة والابتكارات التي يمكن أن تعود بالفائدة على الاستراتيجيات الرقمية للمعلنين، الذين سيتمكنون من اكتشاف واختبار الحلول الجديدة.
إلى ذلك، سيتولى متدخلون عالميون من مستوى عالي تنشيط محاضرات رئيسية (Masterclasses) وتقديم عروض توجيهية، فضلا عن جلسات "المناقشات التنفيذية" (Executive Discussions) التي تشكل لحظات متميزة في القمة الإفريقية الرقمية، وتمكن من جمع خبراء مرموقين ومسؤولين في إطار مجموعات صغيرة لإتاحة وتيسير تبادل وجهات النظر.
وفي قلب "منتدى أعمال القمة الإفريقية الرقمية" ستتوفر الوكالات والمقاولات الشريكة على فضاء مخصص لتنظيم اجتماعات الأعمال الثنائية (B2B)، والذي سيمكنهم من استقبال أصحاب القرار المهتمين بمجالات خبرتهم، وذلك بهدف المساهمة في تنمية المنظومة الرقمية والاقتصاد الرقمي في إفريقيا والشروع في بناء مجموعات مُهَيْكِلَة حاملة للقيمة المضافة لصالح جميع الأطراف المعنية.
يشار إلى أن إحداث تجمع المعلنين تم بالمغرب سنة 1984، ويعتبر اليوم الممثل الوحيد للمعلنين والعلامات ومهنيي التسويق. يضم تجمع المعلنين بالمغرب حاليا حوالي 100 مقاولة، من كل حجم ومن كل قطاعات النشاط (شركات دولية، مجموعات وطنية كبرى، مقاولات صغيرة ومتوسطة) والتي تمثل أكثر من 90 % من المستثمرين في قطاع الإعلانات بالمغرب.
لا ينحصر نطاق عمل تجمع المعلنين بالمغرب في الدفاع عن المصالح المباشرة لأعضائه، بل يعمل أيضا من أجل تنمية الطابع المهني في ممارسة الإعلان وتعزيز خبرة الأعضاء في مجال التسويق والتواصل، من جهة، وتشجيع الإشهار المسؤول والمحترم للجمهور الضروري لبناء ثقة المستهلكين في الشركات، من جهة ثانية.